نقلة نوعية.. عُمان تستثمر في صناعة أشباه الموصلات المتقدمة

في خطوة جريئة وغير مسبوقة على مستوى الخليج، أبرمت سلطنة عمان اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة “AONH” الكورية لتطوير وتصنيع رقائق وأشباه الموصلات متقدمة.
هذا المشروع الطموح، الذي سيقام في المنطقة الحرة بصلالة، يمثل قفزة نوعية في مسيرة عمان نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار.
رقائق ذكية للذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة
ستُستخدم هذه الرقائق المتطورة في تطبيقات متنوعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة وتدريب الخوارزميات والنماذج اللغوية الذكية.
هذا التركيز على التقنيات المستقبلية يؤكد رؤية عمان الطموحة في أن تصبح لاعباً رئيسياً في الثورة الصناعية الرابعة.
اقرأ ايضا:
مشروع تاريخي يضع عمان على خريطة التكنولوجيا العالمية
لا يقتصر تأثير هذا المشروع على المستوى المحلي، بل يتعداه ليضع عمان على خريطة الدول المتقدمة في مجال صناعة أشباه الموصلات. هذا القطاع الحيوي، الذي يشهد نمواً متسارعاً، من المتوقع أن يصل حجمه عالمياً إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، وفقاً لتقارير شركة “ماكينزي” الأمريكية.
دفعة قوية لبرنامج الصناعة الرقمية ورؤية عمان 2040
تأتي هذه الاتفاقية في إطار برنامج الصناعة الرقمية التابع للبرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، والذي يتماشى مع رؤية عمان 2040 الهادفة إلى جعل التقنية والابتكار الرقمي ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
شراكة استراتيجية بين القطاعين العام والخاص
وقع المذكرة كل من علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العماني، وستيف تشاو، رئيس مجلس إدارة شركة (AONH).
تصريحات المسؤولين حول المشروع: رؤية واضحة وطموحات كبيرة
أشار الشيذاني إلى أن “المشروع سيسهم في دخول سلطنة عمان إقليمياً ودولياً في مجال تصميم وتصنيع أشباه الموصلات وتقنيات التغليف المتقدمة”.
كما أوضح أنه “سيضع السلطنة على خريطة الابتكار التكنولوجي المتقدم، مستقطباً استثمارات جديدة إلى هذا القطاع الحيوي، وأنه يحفز الابتكار التقني المحلي وجهود البحث العلمي في مجال الإلكترونيات الدقيقة، ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والتقدم التقني والتنمية المستدامة في عمان”.
من جانبه، أوضح ستيف تشاو أن “اختيار سلطنة عمان كشريك استراتيجي في هذا المشروع لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة لموقعها الاستراتيجي وبيئتها الجاذبة للاستثمارات، إضافةً إلى البنية التحتية القوية التي تشمل الطاقة، والمياه، وشبكات الطرق، والمنافذ البرية والبحرية والجوية”.
وأضاف أن “المشروع سيسهم في تعزيز قدرات التصنيع، بدءاً من حلول الذاكرة عالية الأداء، وصولاً إلى الجيل الجديد من رقائق الذكاء الاصطناعي، وسيعزز مكانة عمان على خرطة صناعة أشباه الموصلات من خلال عمليات تصنيع متقدمة تلبي الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي”.
كما أشار إلى أن الشركة “تسعى لجذب أفضل الكفاءات العالمية؛ ليكون المصنع في محافظة ظفار نواة للباحثين والمهندسين والمطورين العالميين لابتكار حلول تسهم في تصنيع أشباه الموصلات وتطوير صناعة مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي”، موضحاً أن “عمليات الإنتاج ستبدأ بعد ثلاث سنوات من التأسيس”.
دور محوري للمنطقة الحرة بصلالة
أشارت خلود بنت خميس الحضرمية، مختصة استثمار تقني في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية، إلى أن “صناعة أشباه الموصلات تُعد من أكثر الصناعات تطلباً لرأس المال”. وأكدت أن هذا المشروع يسعى لتوطين هذه الصناعة المتقدمة في السلطنة، بحيث تصبح عمان وسيطاً رئيسياً بين المطورين والمصنعين والمستهلكين، مما يعزز شبكات التعاون الدولية وسلاسل التوريد العالمية”.
وأضافت أن “المشروع سيسهم في إيجاد فرص عمل جديدة، وتعزيز ارتباط القطاع البحثي والأكاديمي بسوق العمل، وتهيئة بيئة محفزة للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، كما يفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال”.
جهود متواصلة لتعزيز مكانة عمان في قطاع التكنولوجيا المتقدمة
تواصل سلطنة عمان جهودها لتعزيز موقعها في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، إذ تعمل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بالتعاون مع وزارتي العمل والتجارة والصناعة وترويج الاستثمار، على استكشاف فرص استثمارية مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية.
كما تستهدف هذه الجهود استقطاب الشركات الكبرى لتأسيس مقار ومراكز تشغيل لها في السلطنة، إلى جانب توفير فرص عمل للكوادر الوطنية التي يجري تدريبها وتأهيلها للمشاركة في فرق الإنتاج.
“صناعة الحاضر والمستقبل”
وصف المحلل الاقتصادي العماني خلفان الطوقي المشروع الجديد بأنه “صناعة الحاضر والمستقبل”، مشيراً إلى أن “هذه الخطوة ستسلط الضوء على عمان كمركز جديد في سباق صناعة أشباه الموصلات”.
وأضاف: “الدخول في هذا القطاع يعني وضع السلطنة ضمن قائمة الدول الرائدة في هذه الصناعة المستقبلية، مما يسهم في تعزيز مكانتها الاستثمارية الدولية”.
فوائد جمة للاقتصاد العماني
عدد الطوقي جملة من الفوائد التي ستجنيها عمان من هذا المشروع، لعل من أبرزها:
*تأهيل الشباب العماني ليصبحوا خبراء في تصميم وتصنيع أشباه الموصلات.*توفير فرص عمل للعمانيين في الصناعات الأولية والمساندة.*دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتكون جزءاً من سلاسل الإمداد العالمية.*تعظيم العوائد الاقتصادية عبر تصنيع المنتجات داخل السلطنة بدلاً من استيرادها.*جذب المزيد من المستثمرين الدوليين إلى السلطنة.*تعزيز تنويع مصادر الدخل الوطني.*جعل عمان مركزاً بحثياً وعلمياً عالمياً في هذا المجال.
خطوات متسارعة نحو الريادة التكنولوجية
توقيع مذكرة التفاهم هذه يمثل مجرد البداية، ومن المتوقع أن تجذب مزيداً من المستثمرين الدوليين إلى السلطنة، مما يعزز تنويع مصادر الدخل الوطني ويجعل عمان مركزاً بحثياً وعلمياً عالمياً في هذا المجال.
رؤية واعدة
سبق وأن استضافت مسقط، في فبراير 2023، القمة الدولية للتنفيذيين في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، بمشاركة واسعة من كبرى الشركات العالمية العاملة في هذا المجال، ما عزز مكانة السلطنة كمركز ناشئ في هذه الصناعة الحيوية.
كما شهد العام نفسه إنجازاً بارزاً، حيث احتفلت سلطنة عمان بتصميم أول رقائق إلكترونية متقدمة محلياً، حملت اسمَي “عمان-1” و”عمان-2″، وذلك بجهود مصممين عمانيين، في خطوة تعكس طموح السلطنة نحو تحقيق استقلالية تكنولوجية وتعزيز قدراتها في مجال تصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
- مع اقتراب رمضان.. أفضل برنامج أذان ومواقيت الصلاة بدون إنترنت 2025
- أفضل ألعاب PlayStation عام 2025| متعة وإثارة غير محدودة
- تنطلق اليوم.. طريقة تفعيل خدمة مكالمات الواي فاي في مصر 2025| خطوة بخطوة
- خطوات إلغاء تنشيط حساب فيسبوك نهائيًا.. احمِ خصوصيتك بطريقة آمنة
- خطوات شحن عملات فورت نايت 2025| احصل على المزيد من V-Bucks بخطوات بسيطة